التحرش الجنسي بالأطفال عبر الإنترنت- تحديات وحلول التوعية في مجتمعاتنا
المؤلف: أنمار مطاوع08.12.2025

باتت شبكة الإنترنت بمثابة قارة مترامية الأطراف، القارة الثامنة التي تحتضن بين جنباتها أكبر تعداد سكاني على مستوى العالم. وبذلك، أصبحت ملتقىً حافلاً بشتى أطياف البشر؛ الصالحين والطالحين، العلماء والجهلاء، المحسنين والمفسدين على حد سواء.
وعلى الرغم من المزايا الجمة التي تنطوي عليها شبكة الإنترنت، إلا أنها لا تخلو من جوانب معتمة ومؤلمة؛ ومن أبرز هذه الجوانب المظلمة قضية "التحرش الجنسي بالأطفال"، والتي أضحت للأسف الشديد من القضايا المستفحلة والشائعة في هذا العصر الحديث، لتطال جميع المجتمعات في شتى أنحاء العالم. ورغم حداثة هذه الظاهرة نسبياً، إذ لم يمض عليها سوى عقود قليلة، إلا أنها تفاقمت بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، ويعزى ذلك إلى سهولة استخدامات وسائل التواصل الإلكتروني وانتشارها الواسع.
إنها هجمة شرسة تطال الجميع.. ففي كل أرجاء المعمورة، ينتشر التحرش الجنسي بالأطفال عبر مختلف المنصات، من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، إلى البريد الإلكتروني، والعوالم الافتراضية، وغرف الدردشة، والإعلانات الإلكترونية الخادعة، بل وحتى من خلال التعليقات البذيئة والمخلة بالآداب التي تُنشر على الصور والمواقع الشخصية.
لقد أدركت مجتمعات العالم خطورة هذه المشكلة المتفاقمة، وأن عواقبها وخيمة لا محالة. لذلك، بادرت إلى تنظيم برامج تثقيفية وتعليمية تهدف إلى توعية الأطفال وتدريبهم على كيفية التعامل مع أخطار التحرش الجنسي الإلكتروني الذي يتجاوز الحدود والقارات.
وفي الاستطلاع الذي أجراه الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، والذي نظمته وزارة الداخلية السعودية (وشارك فيه نخبة من المثقفين والمتخصصين)، كشفت النتائج عن أن ما يقرب من (30%) من العينة لم يتحدثوا إطلاقاً مع أبنائهم عن كيفية الوقاية من التحرش الجنسي، في حين أن (11%) منهم لا يعيرون الموضوع اهتماماً يذكر، بينما (18%) فقط ممن تحدثوا مع أبنائهم عن التحرش الجنسي لم يحددوا الكيفية المناسبة للتعامل معه، خشية تضخيم الموضوع وإثارة نوع من الرهبة والخوف لدى الأطفال، كما ورد في نتائج الملتقى.
لا شك أن الحديث عن الجنس يعتبر من المحظورات الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وخاصة في المجتمعات التي تبدو محافظة في ظاهرها، حيث يعتبر من المعيب أن يتطرق أحد الوالدين إلى موضوع كهذا مع أحد أبنائه أو بناته. وإذا كنا نعول على الوالدين في الحديث مع أطفالهم عن قضية "التحرش الجنسي الإلكتروني" الشائكة، فإننا بذلك نضع أنفسنا في مأزق حقيقي. فالأمر منوط بعدة أسباب، أولها أن أولياء الأمور قد لا يعرفون الآلية الصحيحة التي يجب عليهم اتباعها عند الحديث عن موضوع التحرش الجنسي، ويخشون من العواقب السلبية التي قد تترتب على ذلك. وثانيها، قد لا يجدون الوقت المناسب لفتح مثل هذا الموضوع الحساس مع أبنائهم.
لذا، تبرز المدرسة باعتبارها المكان الأمثل لطرح هذه القضية الحساسة اجتماعياً. ففي اجتماعات مجالس الآباء والأمهات، يجب طرح الموضوع عليهم لأخذ موافقتهم على التحدث في القضية بالآلية التربوية السليمة داخل الفصل، وتنبيههم إلى كيفية التعامل مع القضية إذا ما سألهم أحد الأطفال عنها في المنزل.
إن هذه الظاهرة موجودة بالفعل، ولا يمكن إنكارها أو تجاهلها، بل يجب التعامل معها بكل جدية ومسؤولية من خلال التوعية والتنوير. والمكان الأكثر أماناً وملاءمة في مجتمعنا المحافظ للقيام بهذا الدور الهام هو المدرسة، التي تستطيع أن تساهم بفعالية في حماية أطفالنا من هذه المخاطر الجسيمة.
وعلى الرغم من المزايا الجمة التي تنطوي عليها شبكة الإنترنت، إلا أنها لا تخلو من جوانب معتمة ومؤلمة؛ ومن أبرز هذه الجوانب المظلمة قضية "التحرش الجنسي بالأطفال"، والتي أضحت للأسف الشديد من القضايا المستفحلة والشائعة في هذا العصر الحديث، لتطال جميع المجتمعات في شتى أنحاء العالم. ورغم حداثة هذه الظاهرة نسبياً، إذ لم يمض عليها سوى عقود قليلة، إلا أنها تفاقمت بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، ويعزى ذلك إلى سهولة استخدامات وسائل التواصل الإلكتروني وانتشارها الواسع.
إنها هجمة شرسة تطال الجميع.. ففي كل أرجاء المعمورة، ينتشر التحرش الجنسي بالأطفال عبر مختلف المنصات، من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، إلى البريد الإلكتروني، والعوالم الافتراضية، وغرف الدردشة، والإعلانات الإلكترونية الخادعة، بل وحتى من خلال التعليقات البذيئة والمخلة بالآداب التي تُنشر على الصور والمواقع الشخصية.
لقد أدركت مجتمعات العالم خطورة هذه المشكلة المتفاقمة، وأن عواقبها وخيمة لا محالة. لذلك، بادرت إلى تنظيم برامج تثقيفية وتعليمية تهدف إلى توعية الأطفال وتدريبهم على كيفية التعامل مع أخطار التحرش الجنسي الإلكتروني الذي يتجاوز الحدود والقارات.
وفي الاستطلاع الذي أجراه الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، والذي نظمته وزارة الداخلية السعودية (وشارك فيه نخبة من المثقفين والمتخصصين)، كشفت النتائج عن أن ما يقرب من (30%) من العينة لم يتحدثوا إطلاقاً مع أبنائهم عن كيفية الوقاية من التحرش الجنسي، في حين أن (11%) منهم لا يعيرون الموضوع اهتماماً يذكر، بينما (18%) فقط ممن تحدثوا مع أبنائهم عن التحرش الجنسي لم يحددوا الكيفية المناسبة للتعامل معه، خشية تضخيم الموضوع وإثارة نوع من الرهبة والخوف لدى الأطفال، كما ورد في نتائج الملتقى.
لا شك أن الحديث عن الجنس يعتبر من المحظورات الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وخاصة في المجتمعات التي تبدو محافظة في ظاهرها، حيث يعتبر من المعيب أن يتطرق أحد الوالدين إلى موضوع كهذا مع أحد أبنائه أو بناته. وإذا كنا نعول على الوالدين في الحديث مع أطفالهم عن قضية "التحرش الجنسي الإلكتروني" الشائكة، فإننا بذلك نضع أنفسنا في مأزق حقيقي. فالأمر منوط بعدة أسباب، أولها أن أولياء الأمور قد لا يعرفون الآلية الصحيحة التي يجب عليهم اتباعها عند الحديث عن موضوع التحرش الجنسي، ويخشون من العواقب السلبية التي قد تترتب على ذلك. وثانيها، قد لا يجدون الوقت المناسب لفتح مثل هذا الموضوع الحساس مع أبنائهم.
لذا، تبرز المدرسة باعتبارها المكان الأمثل لطرح هذه القضية الحساسة اجتماعياً. ففي اجتماعات مجالس الآباء والأمهات، يجب طرح الموضوع عليهم لأخذ موافقتهم على التحدث في القضية بالآلية التربوية السليمة داخل الفصل، وتنبيههم إلى كيفية التعامل مع القضية إذا ما سألهم أحد الأطفال عنها في المنزل.
إن هذه الظاهرة موجودة بالفعل، ولا يمكن إنكارها أو تجاهلها، بل يجب التعامل معها بكل جدية ومسؤولية من خلال التوعية والتنوير. والمكان الأكثر أماناً وملاءمة في مجتمعنا المحافظ للقيام بهذا الدور الهام هو المدرسة، التي تستطيع أن تساهم بفعالية في حماية أطفالنا من هذه المخاطر الجسيمة.